.webp)
قصة الفيل الأبيض - قصص اطفال قبل النوم طويلة
قصة الفيل الأبيض أجمل قصص اطفال قبل النوم، القصة ملخصة من كتاب كامل الكيلاني، فهي تعد من اجمل حكايات الحيوانات وأروع قصص أطفال، مقدمة بأسلوب مميز ومبسط من طرف موقع مملكة القصص.
- قصة الفيل الأبيض :
تدور احداث قصة الفيل الأبيض في قديم الزمان حيث كانت الحيوانات تتكلم كما يتكلم الإنسان، وفي تلك العصور الأولى التي انقضت عليها آلاف السنين، عاشت مجموعة من الأفيال حياة رغيدة في غابات قريبة من جبال الهيمالايا في الهند. من بين تلك الأفيال، برز فيل أبيض ضخم الجثة نبيل النفس يُدعى أبا الحجاج، خير مثال لأنبل الصفات وأكرم الأخلاق. وكانت أمه، أم شبل، حورمة العطف والحكمة، تجمع سمو السجايا وإصالة الرأي، إلا أن الشيخوخة قضت عليها، فأصيبت بالعجز وفقدت بصرها، فلم تعد تستطيع الحركة.
كان أبا الحجاج يحرص على رعاية أمه كل يوم، إذ كان يخرج ليجمع لها أطيب الفواكه البرية وألذ الطعام والشراب، ساعيًا لأن يعوضها عن أيام شبابها. ورغم ذلك، كان قلبه يملؤه الحزن حين يرى أن باقي الأفيال تسرق طعامها، فتخيم الظلم على حياتهما. فقرر أبا الحجاج أن يعيش مع أمه في عزلة بعيدة عن هؤلاء اللصوص الخائنين، واقترح عليها الانتقال إلى كهف قريب ليستقرّا فيه، فوافقت أم شبل على هذا الاقتراح وسارت معه نحو المسكن الجديد.
وذات مساء، وبينما كانا يتحدثان في الكهف على عادتهما، ارتفعت أصوات صياح عالٍ في الغابة قريبة منهما. فقال أبا الحجاج لأمه: "لابد لي من الإسراع لرؤية ما الخبر، فقد يكون إنسانًا يطلب النجدة وأستطيع إنقاذه من الهلاك." لكن أم شبل حذرته من غدر البشر وخيانتهم الذين لا يجازون الإحسان إلا بالإساءة، ومع ذلك مضى أبا الحجاج مسرعًا في طريقه.
وصل إلى بحيرة اللوتس وهناك رأى رجلاً يرتدي ثياب الحطابين. حاول ذلك الرجل الفرار خوفًا من الاقتراب، لكن أبا الحجاج طمأنه بلطف، وطلب منه أن يحدثه عن ظروفه. فحكى الحطاب أنه ضل طريقه منذ سبعة أيام في هذه الغابة الموحشة، وأنه يائس من العودة إلى مدينته بناريس. فاقترح أبا الحجاج أن يركب على ظهره ليحمله إلى حيث يعيش أبناء جنسه من البشر. فابتسم الحطاب وركب على ظهر الفيل، وانطلقا معًا نحو مدينة بناريس، حيث كان أبا الحجاج يعد الطريق بخطى سريعة مملوءة بالأمل في مساعدة هذا الغريب.
في تلك اللحظات، كان في قلب الحطاب نية خبيثة، وسوست له جشعه أن يغدر بالفيل، مزمناً أن يقدم الفيل الأبيض إلى الملك كهديه ليلقى مكافأة عظيمة. تذكر الحطاب الطريق الذي سار به مع أبا الحجاج حتى لا يضل في العودة إلى الكهف. وعندما وصل إلى مدينة بناريس، توجه فورًا إلى الملك وقال له: "لقد أتيت إليك بفيل أبيض عظيم." وصف الحطاب للملك جمال الفيل ومزاياه وأخلاقه الحميدة، فتأثر الملك كثيرًا وسأل: "أرجع بي إلى مكان الفيل، وسأكافئك مكافأة عظيمة."
انطلق الملك مع جنوده والحطاب إلى الكهف عند بحيرة اللوتس، وهناك وجدوا أبا الحجاج منشغلاً في جمع الفاكهة لأمه. في تلك اللحظة أدرك أبا الحجاج أن الحطاب خان ثقته، وندم على عدم سماعه لنصيحة أمه. لم يدم الأمر طويلاً، إذ أحاطت به مجموعات من الصيادين الأذكياء وسرعان ما أسروه، ثم أخذوه إلى مدينة بناريس كأسرى.
في الكهف، كانت أم شبل تنتظر عودة ابنها بصبر وألم، وتشعر بخوف شديد من مصيره، متسائلة ماذا ستفعل بعد فقدانه. وبينما كان أبا الحجاج في طريقه إلى المدينة يشعر بالندم والأسى لتجاهله نصيحة والدته، عاد إلى بناريس حيث أعجب به الملك، فقام بتكريم الحطاب والصيادين وأعد له مكانًا فخمًا في الإسطبل الملكي.
بعد أيام قليلة، أصيب أبا الحجاج بمرض خطير جراء الضعف والجوع وقلة الطعام والشراب، حتى إن الملك لاحظ تغير ملامحه وأصبح وجهه كدرًا مليئًا بالحزن. فسأل الملك: "ما بالك أيها الفيل الكريم؟" فرد أبا الحجاج بصوت حزين: "ليس لي أمنية في هذه الحياة أعظم من العودة إلى أمي العجوز العمياء التي تركتها في الغابة وحيدة، تذوق جوعها وعطشها." تأثر الملك كثيرًا بقصة أبا الحجاج وأمر بإطلاق سراحه ليرجع إلى أمه.
![]() |
الملك يعفو عن الفيل الابيض "أبا الحجاج" |
نهاية قصة الفيل الأبيض:
شكر أبا الحجاج الملك على عدله وكرمه، ثم سار مسرعًا إلى كهف أمه رغم ضعفه وجوعه وعطشه، فرحًا بلقاء والدته بعد غيابه الطويل. وعندما التقى بوالدته، قال لها: "كان عليك أن تصغي إلى نصيحتي يا ولدي." ثم قال: "ليس كل البشر خونة؛ ففيهم الطيب والخبيث، والحسنات تذهب بالسيئات." ومنذ ذلك اليوم، ظل يذكر معروف الملك دوماً وبكل إخلاص.
العبرة من القصة:
الفيل الأبيض من قصص الأطفال التي تلعمنا اهم القيم، والتي تدعونا إلى التحلي بالصبر والحكمة، وعدم التسرع في الحكم على الآخرين، والاستمرار في فعل الخير رغم التحديات. في النهاية نشكركم على المتابعة ونتمنى ان تكون ملخص قصة الفيل الأبيض نالت إعجابكم.