
البائع المتجول وسر الباب الرابع - قصص للأطفال
قصة البائع المتجول والباب الرابع، من أجمل قصص اطفال قبل النوم، تصنف ضمن القصص المغامرات والغموض. فهي تعد من اجمل حكايات المغامرات الخيالية وأروع قصص أطفال، مقدمة بأسلوب شيق ومبسط. تقدم القصة حكمة حفظ العهد وعدم كسر الامانة، قصة عالمية مقدمة من طرف موقع مملكة القصص.
قصة البائع المتجول والباب الرابع
كان يا مكان في قديم الزمان، كان هناك رجل بائس وفقير يعمل كبائع متجول، يحمل معه بعض شاي الأعشاب وأشياء قديمة. وعلى الرغم من برودة رياح الشتاء القارس، ظل البائع يمشي من مكان لآخر دون أن يتمكن من بيع شيء، حتى ضاع في مجاهل الغابات والجبال البعيدة. وبعد عناء السير المتواصل،شعر بالجوع، فجلس تحت شجرة كبيرة ليتناول طعامه.
وبينما كان يتأمل حاله، أدرك أنه ضاع في مكان مجهول وليس لديه عمل يقوم به سوى السير بحثًا عن طريق العودة. واصل سيره حتى وصل إلى أرض وكأنها لم تطأها قدم إنسان من قبل؛ غابة رائعة تفوح منها روائح الأزهار العطرة. فجأة ظهرت له فتيات حسناوات ينادينه: "تفضل معنا إلى المنزل". فاختارت الفتيات اصطحابه برفق.
ضيافة الحسناوات للبائع المتجول
رحب به أهل المنزل قائلاً: "أيها الشاب، لدينا غرفة لك لتنام فيها هذه الليلة؛ اذهب لترتاح من وعثاء سفرك." لكن البائع لم يستطع النوم، إذ وقع في حب إحدى الحسناوات. وفي صباح اليوم التالي، عرضت عليه إحدى الحسناوات قائلاً: "صباح الخير، أتمنى لك وقتًا طيبًا في بيتنا. نحن بحاجة إلى رجل؛ فقد أصبحت أرملة بعد وفاة زوجي ونذرت أن أزوج إحدى بناتي لأول ضيف يصل إلينا. وها أنت ضيفنا، فما رأيك؟" شعر البائع لأول مرة بأن الحظ ابتسم له، فقبل العرض دون تردد.
زواج البائع بإحدى الحسناوات
عاش البائع أيامًا سعيدة مع الحسناوات، حيث كانت الزوجة الجديدة تحبه وتدلله، تعد له الطعام اللذيذ وتخيط له الملابس الجميلة. وفي أحد الأيام، سمع صوت أم الحسناوات وهي تخبر بناتها: "إن كنّا فاجأنا، فنحن ذاهبون لقطف الزهور ولن نتأخر كثيرًا.
وإذا شعرت بالملل، لديك مفاتيح المستودعات الأربعة بإمكانك فتح ثلاثة منها للترفيه، ولكن احذر لا تفتح الباب الرابع."
فضول استكشاف الباب الرابع
امتلأ قلب البائع بالفضول، فانطلق ليستكشف تلك المستودعات. بدأ بالباب الأول فوجئ بأنّه عالم آخر؛ جوٌ دافئٌ مشمس كأجواء الصيف.
ثم دخل الباب الثاني حيث كانت الألوان الزاهية من الأصفر والبرتقالي والأحمر تعكس روح الخريف.
وبعدها دخل الباب الثالث الذي كان باردًا جدًا ومغطيًا بالثلوج كفصل الشتاء، فهرب مسرعًا من البرد.
أخيرًا وصل إلى الباب الرابع. وعلى الرغم من التحذيرات، لم يستطع مقاومة فضوله.
![]() |
سر الباب الرابع |
فقام البائع بفتحه وهناك!! وجد خمس طيور جميلة بعدد الحسناوات وأمهم. وفجأة اختفى المستودع، وذابت الأرض وذبلت الأشجار، واختفى منزل الحسناوات وكل شيء من حوله.
عقاب البائع المتجول
وجد البائع نفسه وحيدًا مع بضاعته، متسائلًا: "ما الذي حدث؟ وأين أنتِ يا أم الحسناوات؟ ألم أعهد إليكِ؟"
ثم جاء الصوت ليذكّره: "من لا يحترم وعده للآخرين سيظل تعيسًا مدى الحياة. عليك أن تنسى ما فات، وستعود إلى بؤسك السابق، لأنك لست كفؤًا لتكون معنا."
وهكذا عاد البائع إلى حالته البائسة، مشردًا وضائعًا، ليتبين له أن السعادة لا تتحقق فقط بالحصول على فرصة، بل بالحفاظ عليها بالأمانة والوفاء. وبالشكر تدوم النعم الحمد لله رب العالمين.